المستشرق الفرنسي ومستشار الرئيس الفرنسي جيل كيبيل ينضم للاتحاد الدولي للمؤرخين
تود الأمانة العامة للاتحاد الدولي للمؤرخين ان ترحب بانضمام المستشرق الفرنسي جيل كيبيل للاتحاد الدولي للمؤرخين، ويعد انضمامه إضافة نوعية وتطورا مهما، ويعد كيبيل من المتخصصين في شؤون الشرق الأوسط واصدر عدة كتب عن الحركات الدينية المتطرفة. وادناه سيرته العلمية.
جيل كيبيل (من مواليد 1955 في باريس) هو عالم في العلوم السياسية ناطق بالعربية ، متخصص في العالم العربي المعاصر والإسلام في الغرب.
بروفسور بجامعة باريس في العلوم والآداب (ب س ل) يرأس جيل كيبيل كرسي الشرق الأوسط والمتوسط في المدرسة التحضيرية العليا.
بعد تلقي دراسات كلاسيكية، بدأ يتعلم اللغة العربية في الشرق الأوسط في 1974. تخرج في الفلسفة واللغة الإنكليزية ثم أكمل دراسته اللغة العربية في المعهد الفرنسي للدراسات العربية في دمشق في 1978 نال شهادة معهد العلوم السياسية في باريس في 1980. تخصص في دراسة الحركات الإسلامية المعاصرة وأقام ثلاث سنوات في مصر حيث قام بتحقيق ميداني لرسالة الدكتوراه
التي تم إثباته في 1983 وهي أدت إلى نشر كتابه الأول النبي وفرعون وهو أول كتاب يقدم تحليلا للتطرف الإسلامي المعاصر ويعتبر مرجعا في الدراسات الجامعية في العالم.
بعد عودته إلى فرنسا أصبح باحثا في المركز الوطني للبحث العلمي وقام بتحقيقات ميدانية عن الإسلام في فرنسا كظاهرة اجتماعية وسياسية فأصدر ضواحي الإسلام وهو كتاب رائد في دراسة الإسلام في الغرب.
في 1991 صدر كتاب انتقام الله (المترجم إلى 19 لغة) وهو دراسة مقارنة للحركات الدينية السياسية في اليهودية والإسلام والمسيحية.
في 1993، كان قد تم تعيينه أستاذ مشاركا في جامعة نيو يورك وأجرى تحقيقات ميدانية عن المسلمين الأمريكيين من أصول أفريقية في الولايات المتحدة قبل أن يصدر كتابه ألله في الغرب في 1996.
في 1993 أهل لرئاسة البحوث من لجنة يتكون من مدير معهد العلوم السياسية ريني رايمون والأساتذة ريمي لوفو، أندري ميكال وأرنست غيلنير. عين مدير البحوث في 1995 ثم باحث مشارك في جامعة كولومبيا وجامعة نيو يورك حيث ألف كتابه الجهاد، انتشار الإسلام السياسي وانهياره وهي دراسة شاملة عن العالم الإسلامي من اندونيسيا إلى أفريقيا (وترجم هذا الكتاب إلى 12 لغة).
وعلى رغم نجاحه الباهر تلقى هذا الكتاب نقدا، بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، خاصة فكرة المؤلف عن فشل الإسلام السياسي في تحشيد الجماهير في نهاية التسعينات. ولكن قدم جيل كيبيل تحليلا لهذه المرحلة الأولى للجهاد فيما سمى الجدلية الجهادية واصفا ما يسمي الإسلاميون وقتذاك الكفاح ضد العدو القريب الذي تلته مرحلة ثانية (القاعدة) الذي تهدف العدو البعيد والتي فشلت بدورها في تعبئة الجماهير الإسلامية تحت راية الإسلاميين. في مرحلة ثالثة انتشرت الحركات الإسلامية في أوروبا كما في الشرق الأوسط والمغرب العربي (داعش). لقد درس جيل كيبيل تلك الظاهرة في كتابه الفتنة حروب في ديار المسلمين كما في كتابه الإرهاب والشهادة والكتاب الذي أدار صدوره القاعدة في نصوصها في 2005 والذي ألفه مجموعة من طلابه وهو كتاب يحلل نصوص أربعة من المنظرين والقياديين الجهاديين (عبد الله عزام وأيمن الظواهري وأسامة بن لادن وأبو مصعب الزرقاوي).
في 2001 عين أستاذ في العلوم السياسية في معهد العلوم السياسية في باريس حيث أسس الحرم الجامعي الشرق الأوسط والمتوسط كما أسس المنتدى الأوروبي العربي فأشرف جيل كيبيل على ما ينيف من أربعين رسالة الدكتوراه كما أسس مجموعة الشرق الأوسط لدى المنشورات الجامعية الفرنسية وتضم هذه المجموعة ثلاثة وعشرين كتابا منشورا بين 2004 و2017.
في دسمبر 2011 وهو شهر استشهاد محمد بو عزيزي حرقا في سيدي بوزيد (تونس) نقطة انطلاق الربيع العربي، قررت إدارة معهد العلوم السياسية إغلاق كرسي الشرق الأوسط والمتوسط فعين جيل كيبيل عضوا في المعهد الجامعي لفرنسا لمدة خمس سنوات (من 2010 إلى 2015) مما أتاح له للعودة إلى الدراسات الميدانية وفي الوقت نفسه عين أستاذا مدعوا في كلية لندن للاقتصاد (2009- 2010).
في 2016 أصدر كتاب ضواحي الجمهورية وهو تحقيق في المشاغب التي اندلعت في مدينة كليشي مونفرمايل ثم انتشرت في عدة ضواح فرنسية بعد ملاحظة مشتركة على الميدان خلال سنة مع طلابه بمشاركة المعهد موتنين. نتج عن هذا التحقيق صدور كتاب ثلاثة وثمانون الذي يقدم تحليلا عن تطور الإسلام في فرنسا 25 سنة بعد صدور كتابه الأول ضواحي الإسلام.
في 2014 يصف جيل كيبيل الثورات العربية في كتابه الشغف العربي الذي نال جائزة بتراركا لإذاعة فرانس كولتور والذي اعتبره جريدة لموند أحسن كتاب السنة.
في 2014 أصدر كتاب الشغف الفرنسي وهو تحقيق عن الجيل الأول للمرشحين من أصول إسلامية على الانتخابات التشريعية الفرنسية في مدينتي روباي ومرسيليا. إنه الكتاب الثالث لرباعية جيل كيبيل التي تنتهي بكتاب الرعب في السداسية الصادر في 2010 والذي يروي الهجمات الإرهابية على فرنسا من منظور جديد. لقد جعل هذا الكتاب من مؤلفه رمزا ثقافيا كما جعله هدفا للجهاديين.
في 2016 صدر الشرخ الذي يجمع يوميا ت أذيعت في إذاعة فرانس كولتور طوال 2015 و 2016 يقدم فيه تحليلا لهجمات الإرهابية على أوروبا وفرنسا مقارنة مع صعود اليمين المتطرف في كل أنحاء أوروبا.
في فبراير 2016 تم تعيين جيل كيبيل مديركرسي الامتياز الشرق الأوس والمتوسط بجامعة باريس في العلوم والآداب (ب س ل) في المدرسة التحضيرية العليا، وفي يناير 2018 تم تعيينه بروفسور بجامعة باريس في العلوم والآداب حيث يشرف على محاضرة شهرية عنوانها العنف والعقيدة والأراضي (استعمال الماضي في التطرف الإسلامي المعاصر) وهي محاضرة تابعة لفرع الجغرافية.